كيف تتحكم فى عقلك

يلتقي الشاب نابليون هيل بقطب صناعة الصلب” آندرو كارنيجي” في مقابلة صحفية، يتلقى هيل عندها عرضًا يحول اتجاه حياته تمامًا، ليصبح ناشرًا و مكلفًا بالدعوة لفلسفة الإنجاز الأمريكي لعشرات الأعوام.

إن مقولة“ لا يوجد جديد تحت الشمس” تنبع من كون غالبية الأشياء الجديدة ما هي إلا إعادة ترتيب أمور قديمة، والرؤية الإبداعية هي أول ما تطرقت إليه فلسفة الأنجاز الأمريكي، فليس على المرء سوى ملاحظة الفرص واقتناصها، و هذا هو جوهر تلك الرؤية.

ولا تُقتَنص الفرص إلا بتفكير منظم، يجتمع مع إرادة قوية وانضباط ذاتي، وللعادات- ما حسن منها وما ساء- مساهمة قوية في وصول المرء لتفكير منظم.

و لكي نحقق ما سبق من رؤية إبداعية وتفكير منظم، فإنه لا غنى لنا عن انتباه موجه، يمكننا من فرض سيطرتنا على العقل الباطن.

إن تحقيق فلسفة الإنجاز الأمركي يخلق ديمقراطية و نجاحًا للمشروعات الحرة، على النقيض تمامًا من المجتمع الاشتراكي. بل و قد جعل -بالفعل- من أمريكا موضع حسد العالم.

عشرون عامًا لإعداد فلسفة الإنجاز الأمريكي، وهي المدة التي تنبأ بها كارنيجي في مقابلته الصحفية المذكورة، كما قد تنبأ أن المجتمع سيقر بهذه الفلسفة ٌإثر وضع كارثي ما، يقودهم لتبني فلسفة تنتشلهم مما هم فيه، و هو بالفعل ما حدث بعد اكتئاب خنق البلاد لسنوات، مما يدل أن هذه الفلسفة صالحة لكل من رأى في حالة العالم ما يسبب له التعاسة.

يمكن للإرداة البشرية التغلب على أي عقبة أو أي عائق إذا كان لدى المرء ما يكفي من العزيمة ليفعل.

وكما أثبت كارنيجي العظيم، فإن القوة التي نفكر بواسطتها أشبه بديناميت عقلي، وهي قوة يمكن تنظيمها واستخدامها استخدامًا بناءًا لتحقيق غايات محددة، وإذا لم يتم تنظيمها واستخدامها من خلال عادات ممنهجة، فقد تصبح متفجرات عقلية من شأنها أن تفجر-حرفيًا- آمال المرء في الإنجاز، و تؤدي إلى فشل لا مفر منه.