الثقافة في الكويت

في ظل الندرة الشديدة للدراسات الموثقة حول البدايات الثقافية في الكويت، يأتي هذا الكتاب ليسد فجوة معرفية طال إهمالها، ويعيد فتح ملفات منسية في تاريخ الكويت الثقافي، مستندا إلى وثائق نادرة ومصادر أولية وشهادات شفاهية، ضمن رؤبة علمية تتجاوز السرد التقليدي نحو التحليل والتأصيل.
إنها دراسة تأسيسية معمقة، تتناول مظاهر الاهتمام المبكر بالثقافة والاتجاهات الفكرية في الكويت منذ القرن الثامن عشر وحتى مشارف الاستقلال عام 1961م، مع تركيز خاص على المراحل الأولى التي لم تنل حظها من البحث، ومنها الوثيقة المهمة لعام 1921م الموقعة من أربعة وعشرين من وجهاء الكويت حول نظام الحكم.
لا يقتصر الكتاب على الجانب الأدبي بل يتتبع الأتجاهات الفكرية والزيادات. الأبداعية في الشعر والرواية والقصة والمسرح والفنون التشكيلية والموسيقية، فضلاً عن السينما والبدايات المبكرة لمؤسسات المجتمع المدني الثقافية، ويكشف عن علماء ونساخ كان لهم دورهم الثقافي الميهم والمبكر قبل دخول الطباعة إلى الكويت، كما يحلل الموقف الكويتي المبكر تجاه دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب، ويبرز نشوء التيارات الإصلاحية والقومية والديمقراطية، مثبتا حضورها المبكر بخلاف ما توهمته بعض الدراسات المتأخرة.
وإلى جانب توثيقه للمصادر، يعالج الكتاب التشوهات التاريخية وسوء الفهم الذي لحق بصورة الكويت الثقافية، مصححا العديد من المعلومات المغلوطة حول أعلامها ومؤسساتها، ومعيدا بناء المشهد الثقافي والفكري في حقبة ما قبل النفط، بصورة قيقة تمهد لفهم أعمق لمراحل التطور اللاحقة.
صدرت الطبعة الأولى من هذا الكتاب عام 2006م، ونال منذ صدوره تقدير الأوساط الأكاديمية والنقدية، وفاز بجائزة أفضل كتاب مؤلف عن الكويت في معرض الكويت الدولي للكتاب عام 2007 التي تقدمها مؤسسة الكويت للتقدم العلمي أما هذه الطبعة السابعة، فهي منقحة ومزيدة. أضيفت إليها مواد جديدة ونتائج مراجعة علمية معمقة.