في قلب الجريمة - الجزء الأول

يعتبرُ هذا الكتابُ جزءًا منْ سلسلةِ حلقاتٍ لقصصِ المباحثِ الواقعيَّةِ، ويعتمدُ على واقعِ عملِ ضابطِ المباحثِ أو رجلِ المباحثِ بشكلٍ عام..

وعملُ المباحثِ في حقيقةِ الأمرِ عملٌ شاقُّ ومتعبٌ جِدًّا، ولكنَّ الوطنَ يريدُ رجالاً مخلصين في عملِهم، ونحنُ قدْ كتبَ اللهُ علينا أنْ نكونَ رجالاً لهذا الوطنِ، وأنْ نتحمَّلَ جميعَ المشاقِّ في سبيلِ الحفاظِ على أمنهِ، وحفظِ مقدَّراتِهِ، والذَّودِ عنه.

وعملُنا دائماً يكونُ في الجانبِ الثَّاني للمجتمعِ.. أي الجانبِ المظلمِ (الإجرامي).

فعلاقتُنا مرتبطةٌ بالفئاتِ الضَّآلةِ كالمفسدين والخارجين عنِ القانونِ، ومعنى ذلكَ أنَّ عملَنا يكونُ دائماً محفوفاً بالمخاطرِ والمفاجآتِ، ويتطلَّبُ مِنَّا الحذرَ الشَّديدَ معَ بذلِ جهدٍ جبَّارٍ لكشفِ الجرائمِ!

وما الدوافعُ لارتكابِها؟ ومَنْ قامَ بارتكابِها؟ ويجبُ أنْ يكونَ ذلكَ بأسرعٍ وقتٍ ممكنٍ..

وقدْ حاولتُ جاهداً في هذا الكتابِ أنْ أنتقيَ بعضَ القضايا التي رغبتُ في أنْ أطلعَكُم عليها؛ حتَّى لا تتكرَّرَ المأساةُ مرَّةً أخرى، وحتَّى لا يقعُ أحدٌ منْكُم في مثلِ ظروفِها فيندمَ ندماً شديداً في وقتٍ لا ينفعُ فيهِ النَّدمُ ولا البكاءُ.

وكلُّ ما أرجوه أنْ تنالَ هذه القصصُ إعجابكمْ.

فقدْ كتبتُها بأسلوبٍ شيِّقٍ ومبسَّطٍ حتَّى يسهلَ على الجميعِ قراءتُها.

وفي بعضِ القصصِ بيَّنتُ عملَ البحثِ والتَّحرِّي لكلِّ واقعةٍ على حدةٍ.

وفي البعضِ الآخرِ تركتُها كما أتتْ دونَ عملٍ بحثيٍّ أو تحرٍّ، ولكنِّي ذكرتُها على سبيلِ الموعظةِ والإرشادِ..