“يبدو اليوم أن نشر فكر المعتزلة هو ضرورة أكثر منه واجب علمي، لأنه يقدم دعم كبير لرقي وإنسانية
الإسلام الواقع تحت اتهامات التخلف والتعصب والإرهاب، حيث تبدي نصوصهم مواقف إنسانية عديدة حول التسامح الديني، في وقت كانت فيه الكنيسة الأوروبية تشن حروب إبادة منظمة على مجتمعات كاملة من مخالفيها. ومن أهم ما حققه المعتزلة للفكر الإسلامي هو محاولتهم تحريره من سيطرة النقل، وطرحهم النزعة العقلية في التفكير التي كان من الممكن أن تقود نحو نهوض حضاري هائل، وهو ما طبقته أوروبا في عصر نهضتها بعد حوالي ألف عام. النصوص المختارة في هذا الكتاب هي من عيون علم الكلام العربي الإسلامي أو علم التوحيد، وستعرفنا إلى عمل المتكلمين وكيفية تناولهم للمسائل الفلسفية، وكيف يناقشونها ويردون عليها، وأيضاً إلى طرائق تفكيرهم، ومناهج بحثهم.”